الثلاثاء 13 مايو 2025 11:18 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : «الإسكندرية» نغمة شاردة من لحن الخلود

النهار نيوز

هناك علاقة ازلية بين سحر المدن وجمالها مع الماء ، سواء كان يجري في بحر او نهر او يسقط مطرا او يسكن في احضان بحيرة فمهما كانت هذه المدن جميلة فان فتنتها تزداد بهاء عندما تبلل وجهها قطرات من اكسير الحياة .

والاسكندرية هي الاكثر إثارة وجاذبية على شاطىء البحر الأبيض المتوسط لانها تحظى بالنعمتين، الماء وجمال، معمارها الانيق النابع من ارثها التاريخي الجذاب ، فصنع لوحات خلاّبة كالأحلام بما تجمع من سحر تتعانق فيه كل الألوان وتغازلها على البر ألوان الزهور المبهجة،فيكتشف الانسان جمال الخلق القشيب، وتأخذ بلبه السماء في لا نهايتها، والبحار في ابديتها، فتتجدد النفس بتجدده، وتمتلئ نشاطا من نشاطه، يغدي كل خلية غداء حلو طيبا، وينعش العواطف والروح.

وما يميزها عن غيرها ، لياليها المقمرة ولاسيما عندما يكون القمر بدرا والريح خفيفة تنتج امواجا هادئة يتكسر عليها الشعاع البدري انها عناصر الطبيعة الأولى وهي التراب والضوء والهواء والماء ، ولذلك ليس بغريب ان يتفنن الشعراء في وصفها بفتاة لها قامة هيفاء بلا هزال ولا امتلاء، بشرة صافية، عينان واسعتان حانيتان.

فساحلها عالم مائي لا يمسكه الا الافق، واينما تتجه ببصرك تصافح عيونك عند خط اللامنتهى عناق الازرق و الأخضر ، وكأنه يريد ان يقول ان اساطير الخلق قد تشكلت هنا، لاسيما وانت تشاهد زمانين تتشابه فيهما الالوان وتختلف فيهما المعاني زمن الشروق وزمن الغروب. زمن يعلن بداية جديدة وزمن يعلن انتهاء جديدا. قيامه من الالوان تبهرج السماء بأطيافها هوادج اعراس لونية تتلقف عيون البشر. وبصفة خاصة بهاء منظر الشروق، حيث ترتفع الشمس شيئاً فشيئاً وكأنها طالعة من رحم الارض، وتستحيل حمرته بعد لحظة الى ذهب مشع ثم الى فضة براقة. تلك الصباحات التي علمتني ابجدية الشروق وسحره .

ومرت علي الاسكندريه عبر تاريخها العديد من الملوك والمؤرخين والكتاب والشعراء وهذا بعض ما قالوه في عشقها .

فقالت كليوباترا:الاسكندرية ترنيمة الزمان و معشوقة التاريخ ..لا ادرى ان كنت اسكنها ام انها تسكن و تتوسد حناياى "

اما مارك انطونيو: "الاسكندرية هى قطب التاريخ و الفلاسفة و العلماء و التجار و الملاحين "

ووصفها محمد اسماعيل على "الاسكندرية نقطة عطر تجذبنى اليها فهى بلد الجمال و العطر و الحب "

لورانس داريل قال"بين مد و جزر ..بين النوارس و الاصداف ..اسكندرية ..يا مدينة تبدا فينا و تنتهى "

اما يوليوس قيصر فتغنى بها وقال:حاورت المدن جميعا الا اننى لم اسمع الا همسها ..و من بين المدن جميعها انظر حولى و لا اجد سوى الاسكندرية فى عيناى

وكتب عنها امير الشعراء احمد شوقى

"اسكندرية ..يا عروس الماء ..يا خميلة الحكماء و الشعراء "

وذكرها الاسكندر الاكبر"الاسكندرية هى التاريخ و الحضارة و المجد "

اما الرائع نجيب محفوظ فقال:"الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط يتنسم زائرها من انفاسها عبق التاريخ "

وأشار عميد الأدب العربي د.طه حسين بان

"الاسكندرية على مر العصور ستظل مركز الحضارة و الثقافة و النور للعالم "

وكتب فيها عمنا صلاح جاهين شعرا"اسكندرية احسن ناس ..عا البحر ماشية تتمختر ..من سيدى بشر لابو العباس ..ايوووه يا عالم عا المنظر

وغنى لها سيد درويش"زرونى كل سنة مرة حرام تنسونى بالمرة

الإسكندرية وجمالها