الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : الحظ ومضة تبرق للاهلي في ...”الرمق المنسي”


في كرة القدم لا يعني الفوز في الرمق المنسي من فانوس اي مبارة، ان المنتصر محظوظ فقط،وانما لديه المؤهلات التي يستطيع بها ان يستدعي الحظ في المستطيلات الخضراء في اي لحظة بفضل الاجادة في التعامل مع اوراقه بالذكاء والمهارة والصبر وسرعة البديهة والقدرة على حسن التصرف في المواقف الصعبة لاستغلال الومضة التي تأتي من عمق الزمن المفقود واللحظات الميتة واللعب بها لكي يدخل الحظ مرمى منافسه فيسعد وقته وجمهوره.
والحظ لا احد ينكر دوره في الساحرة المستديرة لانه حالة تنطلق من أسباب معيّنة، قد يكون الفريق جزءاً منها، وقد لا يكون جزءاً منها، بل تُفرَض عليه لانه يستحقها نظرا لحالة الاصرار على تجاوز كل الظروف والمعوقات .
والحظ جزء من حركة هذا الوجود في كلّ مفرداته ومعطياته، الّتي قد تكون من صُنع الإنسان، وقد تكون من صنع الواقع الكونيّ الّذي يدبّره الله "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"
ليس صحيحا أن الحظ يأتي مرة واحدة ولكن على حسب الحالة ممكن أن يأتي مرات ، والاهلي دائما في كامل الأستعداد له، والدليل أهدافه في اللحظات القاتلة من الزمن المرحل ما بعد ال90 دقيقة ،ومن ابرز ابطال هذه اللحظات النجم علي معلول الذي سجل اكثر من هدف ومنها هدفه في شباك فريق الترجي التونسي في ربع نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا من عام 2017، في تلك المباراة التي أخطأ فيها ابن تونس الخضراء، وتم احتساب ركلة جزاء لفريق الترجي بسبب خطأه، عاد من جديد وسجل الهدف الاول وصنع الثاني للنيجيري جونيور أجاي، وصعد بالأهلي لنصف نهائي البطولة آنذاك.
إذا استطلعت جماهير الشياطين الحمر، حول أهم البطولات التي استحضرها النادي الاهلي في تاريخه، فالبتأكيد سيتم الاجماع حول دوري عام 2019، والذي حسمه المارد بعدما عانى فيه، وكان لمعلول كلمته العليا في حسم هذا الدوري، بعدما سجل أهداف حاسمة في شباك كلا من طلائع الجيش، والاتحاد السكندري، بالإضافة لتسجيله هدفًا في شباك الزمالك في الدوري.
وجدد الدولي التونسي علي معلول ظهوره اللافت في احراز الاهداف القاتلة عندما قاد الاهلي للتأهل لنصف نهائي كأس مصر، بعد الفوز في الوقت الإضافي (2-1) على المصري البورسعيدي، الخميس، على ملعب الجيش في برج العرب.
وأنقذ المدافع الهداف التونسي معلول فريقه القلعة الحمراء من الإقصاء وضياع فرصة الدفاع عن لقبه، وذلك بعد أن كان النادي المصري متقدما حتى الدقيقة التاسعة من الوقت المحتسب بدل الضائع بهدف دون رد، قبل أن يعادل معلول الكفة من ضربة جزاء في الدقيقة العاشرة بعد الوقت الرسمي للمباراة، (90+10)، ثم يحسم الجزائري أحمد القندوسي ورقة التأهل بهدف في بداية الشوط الإضافي الثاني.