د. علي الدرورة يكتب: القهوة الأسطورية


مقاطع من شعر الومضة للشاعر الدكتور علي الدرورة.
[1]
أَشُمُّ عِطْرَهَا
فَتَجْذِبُنِي رَائِحَةُ الذِّكْرَيَات
وَكُلَّمَا تَعَطَّرَ أَنْفِي
تَجَاوَبَتِ الخَلَايَا وَالأَحَاسِيْس.
[2]
عَلَى طَاوِلَتِيْ خَمِيْلَةُ وَرْدٍ
وَنَكْهَةٌ أُسْطُوْرِيَّةٌ
لِلْقَهْوَةِ الخَارِقَة
فَحَيَاتِيْ مُكَرَّسَةٌ لِلْحُب.
[3]
بُزُوْغُ الفَجْرِ يُذَكِّرُنِيْ بِكِ
مَا أَجْمَلَ الذِّكْرَى
يَا فَاتِنَتِي عِنْدَمَا تَأْتِي
فِيْ كُلِّ فَجْرٍ جَدِيْد.
[4]
بَحَّارَةٌ، سُفُنٌ، أَشْرِعَةٌ، نَوَارِسُ، أَصْدَافٌ، أَمْوَاجٌ،
كُلُّهَا تَتَأَمَّلُنِيْ فِيْ فِنْجَانِ قَهْوَتِهَا
يَا لِأَسْرَارِ الْبَحْرِ العَظِيْم.
[5]
قَصَائِدِي
تَشْرَبُ الْقَهْوَةَ قَبْلِي
وَآهَاتِيْ تَشْرَبُ مِنْ طَاوِلَةِ الْغِيَاب.
فَلَا تَغِيْبِيْ طَوِيْلًا.
[6]
قُبْلَةٌ وَاحِدَةٌ تُعَادِلُ
مِلْيُوْنَ فِنْجَانِ قَهْوَةٍ
وَالسَّبَبُ فِيْ ذَلِكَ شَفَتَاك.
[7]
عَلَىْ شَفَتَيْكِ سِحْرٌ أُسْطُوْرِيٌّ
فِيْهِ تَعَاوِيْذُ الْحَضَارَات
لَا يُمْكِنُنِي فَكُّ شَفَرَاتِهَا.
[8]
قُبْلَةٌ دَافِئَةٌ مِنْ شَفَتَيْكِ
كَفِيْلَةٌ بِأَنْ تُبَدِّدَ أَحْزَانِي
وَأَحْزَانَ أَسْلَافِي.
[9]
حِيْنَ أَتَذَكَّرُكِ
يَنْهَمِرُ الإِلْهَامُ
كَشَلَّالِ عِطْرٍ مَجْنُوْن..
[10]
جِسْمِي يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَر
أَمَّا رُوْحِيْ فَهِيَ عِنْدَكِ
وَاسْأَلِي رُوْحَكِ إِنْ شِئْتِ!.
[11]
طَالَمَا حَنَّ قَلْبِي إِلَيْكِ
كَطِفْلٍ صَغِيْرٍ
حَنَّ إِلَى أُمِّه.!.
[12]
يَمُرُّ طَيْفُكِ فِيْ خَيَالِي
كَمَا تَمُرُّ الأَحْلَام
إِنَّهَا تَتَكَرَّرُ كُلَّ مَسَاء.
[13]
أَشُمُّ عَبِيْرَ الأَزْهَارِ
فَتَنْجِلِي هُمُوْمِي
هَلْ تُحِبِّيْنَ الرَّيْحَانَ مِثْلِي.
[14]
أَشْتَاقُ بِشَغَفٍ لِرُؤْيَاكِ
كَيْ تَتَبَدَّدَ أَحْزَانِي
هَلْ أَنْتِ مِثْلِي؟.
[15]
أَعْرِفُ أَنَّكِ بَشَرٌ مِثْلِي
لَكِنَّ عَقْلِيْ يُصُوِّرُكِ
كَالْمَلَاكِ
فَمَا أَرْوَعَك.
[16]
كُلَّمَا تَذَكَّرْتُكِ
سَرَحْتُ بِالْخَيَالِ
عَبْر اللَّيَالِي
فَأَكُوْنُ مَجْنُوْناً
أَوْ شِبْهَ مَجْنُوْن.
[17]
لَوْ تَعْرِفُ الأَزْهَارُ بِقُبُلَاتِنَا
لَأَخَذَتْهَا الْغِيْرَةُ
وَلَا أَسْتَبْعِدُ
أَنْ يَأْخُذَهَا الْجُنُون.
________________
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي