عيد فؤاد يكتب :”السوشيال ميديا” تثير رعب الزمالك والسوبر في خطر!

بدأ العد التنازلي لموعد الليلة الكبيرة التي ستجمع بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك في السابع والعشرين من سبتمبر المقبل بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حين يلتقي الغريمان، بطل دوري رابطة الأبطال، مع بطل كأس الكونفيدرالية في لقاء "القرن" بالسوبر الإفريقي، "كلاكيت" ثاني مرة، بعد سوبر 1994 الذي حسمه الزمالك حين ذاك لصالحه بهدف أيمن منصور، بقيادة تحكيمية للجنوب أفريقي "المشبوه" بيتروس ماتابيلا .

المواجهة التاريخية سيحتضنها ملعب المملكة أرينا "بوليفارد هول"، وهو الملعب الذي تتسع مدرجاته لـ 25 ألف متفرج، ويعتمد على السقف المتحرك للسماح لأشعة الشمس بالدخول، هذا الملعب يعد تحفة معمارية، وقد دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في 8 فبراير 2024 كأكبر ملعب داخلي (مُغلق) في العالم بمساحة 37991 متر مربع .

ومن أجل هذه المواجهة المنتظرة، يسابق الكبيران الزمن لضم أفضل اللاعبين محليا وخارجيا، بحثا عن التتويج باللقب الغالي وتحديد من يكون ملك القارة السمراء هذا العام .

المارد الأحمر نجح في ضم يوسف أيمن مدافع الدحيل القطري، ويحيى عطية الله الظهير الأيسر لسوتشي الروسي لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة بنية الشراء لكل منهما، ونجح في التعاقد مع أشرف داري لاعب بريست الفرنسي لمدة أربع مواسم، كما ضم عمر الساعي لاعب الإسماعيلي، ولا تزال مفاوضات الأهلي جارية، بحثا عن مهاجم أجنبي سوبر يليق بالسوبر .

على الجانب الآخر بدأ يلوح في الأفق ضوء جديد بالنسبة للقلعة البيضاء بعد تلقي النادي خطابا من الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA " يفيد برفع الإيقاف عن النادي، عقب نجاح مسئوليه في دفع المستحقات المتأخرة للثلاثي، روي أجواش، وأندريه أوليفيرا، ودانيال جونزاليس مساعدي فيريرا المدير الفني الأسبق للفارس الأبيض.

الزمالك حسم صفقة واحدة فقط في الميركاتو الصيفي حتى الآن، وهي استعارة المغربي محمود بنتايك الظهير الأيسر لسانت اتيان الفرنسي لمدة عام، ليكون بديلا لأحمد فتوح، المحبوس حاليا على ذمة قضية قتل خطأ، كما نجح النادي في التجديد لحارس مرماه محمد عواد بعد الاتفاق معه علي تخفيض قيمة عقده السنوي .

وسط كل هذه الأحداث كشفت الانتقالات الصيفية الحالية عن الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها الزمالك وجعلته يقف عاجزا عن ضم المزيد من الصفقات السوبر لتكون على قدر المباراة "السوبر" المنتظرة، حيث اختفى رجال أعمال الزمالك الكبار والمحبين له عن تدعيم صفوف الفريق، باستثناء ممدوح عباس الرئيس الأسبق للنادي الذي ساهم بالكثير من ماله الخاص، وهو ما يؤكد على الحال الصعب الذي وصل إليه النادي، حتى أن خالد الغندور أحد كباتن الزمالك السابقين أعلن ذلك صراحة، ملقيا باللوم على بعض رجال الأعمال من أعضاء مجلس الإدارة الحاليين والذين لم يحركوا ساكنا للأخذ بيد النادي في هذه الظروف الصعبة، ووصفهم بأنهم اكتفوا بالوجاهة والشو الإعلامي فقط !!

وفي خضم تلك الأحداث أصدر الزمالك بيانا أعلن من خلاله تمسكه بنجم الفريق أحمد السيد زيزو، ومعلنا التجديد له، ولكن لم يعلن مسئولي النادي عن كيفية تدبير المبلغ المالي الكبير الذي سيحصل عليه اللاعب نظير البقاء في الزمالك خلال الثلاث سنوات المقبلة، والتضحية بمبلغ يصل إلى 200 مليون جنيه تقريبا كما أعلن والد اللاعب، وهو الأمر الذي يؤكد على أن عدم التجديد لزيزو بشكل رسمي حتى الآن يمكن أن يكون سببا لرحيله في أي وقت، وأن إعلان التمسك باللاعب ما هي إلا مسكنات واستدرار عطف الجماهير حتى إذا رحل اللاعب فجأة وساءت نتائج الفريق بعد ذلك يكون مجلس الإدارة برئ من دمه والتفريط فيه على حساب اسم وسمعة النادي !!

نسي مسئولي البيت الأبيض أن الكثير من الأساطير رحلوا عن النادي ولم يغلق أبوابه، والدليل حسن شحاتة، وفاروق جعفر "أوناسيس"، وعلي خليل وغيرهم الكثير، ومع ذلك استمرت مدرسة الفن والهندسة تبدع ما بين الحين والآخر، ولكن أن يصّدر مجلس إدارة النادي للجماهير هذا المشهد العبثي والعاطفي، فإن النتائج قد تكون كارثية، وأولها مباراة السوبر الأفريقي أمام الأهلي والذي يعد في خطر، وقد يفشل الفريق في تحقيق أحلام وطموحات جماهيره، في ظل عدم توفير متطلبات الجهاز الفني بقيادة جوزيه جوميز، وحينها ستنقلب على مجلس الإدارة، الذي فشل في ضم صفقات مدوية، على الرغم أنه يعلم جيدا كيفية "الخروج الآمن" من أزمته المالية، ولكنه خشى العواقب وردة فعل الجماهير الثائرة، وتحديدا جماهير "السوشيال ميديا" التي تحرك مجلس الإدارة ويخشى غضبها .