” واحة زرزورة ” ساحرة الصحراء الغربية المفقودة


كتب – محمود عبد ربه
عندما يذكر اسم زرزورة – يتبادر الى الاذهان اسم واحة اسطورية كانت ضربا من الخيال لكنها امتدت الى الواقع وكانت مثار بحث العلماء من شتى بقاع الارض ..
في عام 1245 م كتب حاكم الفيوم و اسمه عثمان النابلسي الصفدي كتاب اسمه” تاريخ الفيوم وبلاده ” يتحدث في الكتاب عن الواحة قائلا :واحه زرزورة تقع مسيرة ثلاث أيام غرب الفيوم. بعدها ذكرت هذه الواحة المجهولة فى القرن الـ 14 من خلال كتاب اسمه ( كتاب الكنوز) لكاتب غير معروف “مجهول الهوية”. فى هذا الكتاب ذكر المؤلف حوالى 400 مكان به كنوزمدفونه فى أرض مصر كنوز منذ العصور الفرعونية وغيرها ومنها واحة زرزوره تلك الواحة التى تبعد عن الداخلة بمسيرة ثلاث أو أربع أيام فى الجنوب الغربى منها.
مكان يسمى مدينة “زرزورة” ورقمها فى الكتاب 369 وقال عنها المؤلف المجهول سترى نخيل وعيون و شجر زيتون, اذهب إلى الوادى واستقر عندها سترى وادى آخر بين جبلين يتجه غربًا. من هذا الوادى يوجد درب يؤدى إلى مدينة “زرزورة” المدينة لها باب واحد ومرسوم عليه طائر زارزورا, والمدينة لها سور عالى أبيض و منازل بيضاء فالواحه بيضاء كالحمام الأبيض, مفتاح المدينة فى فم الطائر خذ المفتاح وافتح الباب وعندما تدخل المدينة سترى كنوز لاحصر لها وسترى الملك والملكة نائمين فى القصر لاتقربهما ولكن فقط خذ الكنز”.
وفى عام 1835 وكان سير جاردز ويلكينسون أول أوروبى قام بذكر مدينة زرزورة فى كتابه “توبوغرافية طيبة” والحقيقة أنه ذكر عن لسان أهل واحات الداخلة أقاويل عن واحة بيضاء فى قلب الصحراء و لكن إختلفت الروايات عن مكانها. فالرواية الأولى تقول “أن زرزورة تقع على مسيرة يومين أو ثلاث غرب واحة الداخلة , أما الرواية الثانية فتقول ” واحة زرزورة تقع تقريبـًا خمس أو ستة أيام غرب واحة الحيز (الواحات البحرية حاليًا) و بها النخيل, وعيون وأطلال من قديم الأزل وسكان هذه الواحة من السود”
لم يكترث السير جاردنر بما قاله المحليون فماتت الأسطورة و لم تتعدى الرواية الطريفة ، حتي بعثت من جديد في القرن العشرين عندما اكتشف المغامر المصري احمد حسين بك في احدي رحلاته في الصحراء الغربية وجود الواحات التي ورد اسمها في في كتاب السير جاردز وهذا ما أحيا احتمال ان تكون هذه الواحة حقيقة من جديد خاصة بعد ان اصدر احمد حسين بك كتاب عن رحلاته في الصحراء الغربية بعنوان الواحة المفقودة عام 1925 ليتوافد علي مصر الكثير من المستكشفين والمغامرين بحثا عنا الواحة المفقودة ويتكون منتدي دولي يجتمع كل عام للتباحث والتشاور حول الجديد الذي تم التوصل اليه بشأن الواحة التي اخذت مكانها كاحد الاسرار التي تختلط فيها الحقيقة بالاسطورة لتبقي زرزورة احد اسرار الصحراء الخفية في صحراء مصر الغربية .