الدكتور أيمن سلامة : إستقالة قائد البحرية الألمانية متوقعة ومنطقية

اختار العرب سفراءهم من بين الشخصيات البارزة في الدولة، ذات المنزلة المشهورة بحصافة الرأي وبلاغة القول ورجاحة العقل وسرعة البديهة، فعهدوا بالسفارة إلى القضاة والفقهاء والعلماء والمحدثين وكبار موظفي الدولة كالوزراء والكتاب والأطباء وكبار التجار، حيث كان هؤلاء يوفدون إلى أهل الجلالة والقدر والثناء والذكر من الملوك والسلاطين والأمراء .

أفاض أيضا كتاب العرب في ذكر صفات من يصلح، وما يستحب فيه من رواء ونبل وحسن رأى وتصرف ونزاهة عن بيع الامانة أو خيانة مرسله وتجاوز ما رسم له، وأن يكون صحيح الفكرة والمزاج ذا بيان وعبارة و بصيرا بمخارج الكلام و صدوق اللهجة، وجيد اللسان فلا تبدر منه البذيئة ، كاظما للغيظ لا تلحقه ثورة الغضب يؤثر الصدق فى القول، وأن يكون وقورا ذا حزامة، حليما ذا أصالة رأي .

إن سمو مهمة السفراء وجلال قدرها، تستلزم أيضا أن يكون السفراء على درجة كبيرة من نفاذ الرأى وحصافة العقل حتى يستطيعوا أن يستنبطون غوامض الأمور، ويستبينوا دقائق الصواب، ويميزوا الأمر المستقيم من المعوج، ويتأنوا في تصرفاتهم وأفعالهم.

لا يقتصر ما سبق بيانه علي ممثلي الدول و المنظمات الدولية، ولكن يمتد ليشمل كافة المسؤولين العمومين للدول و المنظمات الدولية، حتي لا تُوقع تصريحاتهم المرسلة دولتهم أو منظمتهم الدولية في فخاخ المسؤولية الدولية .

لقد أنهي القائد لألماني الأغر مسيرته المهنية العليا بيده لا بيد عمرو ، ولم تجد تصريحاته علي صفحته في "تويتر" أي فتيل حيث قرر أن ما نبست به شفاهه كانت تعبر عن رأيه الشخصي ولم تعكس موقف وزارة الدفاع الألمانية ، كما أنه قيم الوضع بشكل خاطئ بدون تفكير.

في وقت سابق قال الأدميرال الألماني كاي أخيم شونباخ خلال مؤتمر صحفي في الهند إن شبه جزيرة القرم "ذهبت ولن تعود أبدا" إلى أوكرانيا ، كما اعتبر أن ألمانيا والهند بحاجة إلى روسيا من أجل مواجهة الصين .

جلي أن النزاع الدولي حامي الوطيس بين الغرب وروسيا الإتحادية لم يكن لناقوسه أي رنين في آذان القائد الألماني ، ولم يستلهم العبر من السابقات الأمريكية التي أفضت إلي إعفاء كلا من المارشال الأمريكي ماك أرثر و القائد الأمريكي للقوات الدولية في أفغانستان