الجمعة 29 مارس 2024 11:22 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أحمد قنديل يكتب ”الصَّدَاقَة كَنْزٌ لَا يَفْنَى”

النهار نيوز


مما لاشك فيه أن كل شخص منا لديه صديق مقرب إليه ، يحكى له ما يخفيه عن الآخرين ، وعلى الجانب الآخر لابد أن يكون الصديق على قدر المسؤلية ، وأحياناً يكون الصديق كالاخ ، فرب أخ لم تلده أمك ، والعلاقات الإجتماعية والأسرية والعائلية ، وأيضاً علاقات الصداقة
مبنية على المحبة والإحترام والتقديرالمتبادل ،
‏ونستطيع أن نقول إن تلك العلاقات هى من أرقي وأنبل العلاقات الإنسانية التي تتقارب فيها القلوب والأرواح، ويتبادل فيها الأصدقاء العهود على الوفاء والإخلاص

‏وفي بعض الأحيان تصل هذه العلاقات لدرجة الإخوة ، وتغمرها المحبة والإخلاص والإيثار وعدم حب النفس حين ذلك يتمنى فيها كل صديق الخير للآخر
‏ولنا في صداقة رسولنا الكريم محمداً صل الله عليه وسلم
وصاحبه ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ‏الاسوة الحسنة ، ويبدأ كلا منا بتكوين الصداقات منذ الطفولة
ثم نكبر وتكبر معنا تلك الصداقات ، حتى أن بعض هذه الصداقات تستمر منذ الطفولة وحتى الموت ، ولا تتغير فيها القلوب ولا تتبدل لأى سبب من الأسباب أو ظرف من الظروف

فالصديق يحفظ غيبة صديقه ، ويدافع عنه في وجوده وغيابه ، ويقدم له المشورى والنصح متى طلب ذلك ويعينه على فعل الخير والصلاح ويرشده إلى الطريق الصحيح، ويمسك بيده عندما يفلتها جميع من حوله ، لذلك فإن الصداقة فيها الكثير من معانى الحب ، والإجلال ، والتخلي عن حب الذات
ومن هنا أقول ، الصداقة الأخوية لا تكن بالكلمات ولا تحتويها العبارات الرنانه التي تخرج من الأفواه فقط ، ولا دخل للقلب فيها ، فمن كان يملك صديقا وفياً فكانما إمتلك كنزا لايفنى

فالأصدقاء هم القناديل المضيئة لنا في الليالي المعتمة، وهم الأقمار التي تزين سماءنا ، فالصديق يفرح لفرح صديقه ، ويحزن لحزنه ، وهذا كله يعود إلى مدى شدة الوفاء ، والولاء بين الأصدقاء ، لذلك فإن الصداقة المخلصة نعمة من الله تعالى، يجب أن نحافظ عليها ونصونها . فالحياة بدون الأصدقاء كالطفل يتيم الأبوين ، فاقد الأهل ويكفي أن تكون صداقة حقيقة ليس فيها أي مصلحة، ولا يرجى من خلالها تحقيق أي أهداف، لأن الصداقة التي تبنى على المصلحة والمنفعة هي صداقة زائلة ليس لها استمرارية.

والمحافظة على الصداقة من الأمور الواجبة، ومن حق الصديق على صديقه أن يحفظ صداقته ويصونها، ويصون أسراره ، ولا يسمح لأحد أن يفسد هذه العلاقة
وأن لايسمح لأى شخص أن يفسد هذه العلاقة خاصة أنّ الصداقات الطيبة يقابلها الحسد والحقد من أشخاص كثيرين، وكثيرا ما نجد ان الصداقات تبدأ بين شخصين ثم تمتد إلى أسرة هذين الشخصين، فيصبح الصديق وكأنه جزء من العائلة ، وأحياناً يحدث بينهما مصاهرة

كما يجب على كل شخص أن يحسن اختيار أصدقائه، وأن يختار من هم على شاكلته، ولا ينخدع بالمظاهر الجميلة ، والحديث الناعم ويختار الصديق الذي يقربه من الله تعالى ، ويتجنب الأشخاص الذين لا يصونون الصداقة ولا يحترمونها، وفي الوقت نفسه يجب على الصديق أن يحترم ضوابط وحدود الصداقة، وألّا يتدخل في خصوصيات صديقه ، وأن لا يغتابه بشئ كبر أو صغر
ويكون له العون والسند في كل شدة وضيق ،

.ووجود الصداقة الوفية تجعل الإنسان يشعر بالأمان ، والطمأنينة ، والثقة فى حياته ، كما أن الإنسان قد يصادف في حياته أشخاصا يمرون عليه مر الكرام ، ولا يلقي لهم بالا ، ولايشعر بوجودهم برغم قرب المسافة بينه وبينهم ،
وقد يقابل أشخاصاً عن طريق الصدفة ، ولا يمكث معهم
إلا دقائق معدودة ، وتستمر صداقتهم حتى نهاية العمر
فمن له صديقا وفياً فى كل مكان ، كأنما له بيوتاً فى كل الأماكن ، يلجأ إليها متى شاء ،

وقد يكتسب منهم مهارات عديدة ، وأهمية الصداقة تنبع من وجودها ، فالشخص الذي يملك أصدقاء اوفياء هو شخص محظوظ، فالأصدقاء رزق وكنز ثمين لا يقدر بثمن ،ولكن لابد وأن نعي أن الأصدقاء لا يكونوا بكثرتهم أو عددهم وإنما بنوعيتهم ، فصديق واحد أو اثنين اوفياء افضل من مئات الأصدقاء ، والصديق الوفي يظهر فى وقت الضيق والشدة

وأخيراً
"القلوب النقية التي يملكها الأصدقاء لا تشتريها النقود بل هي هبة من الله "

الصداقة كنز لايفنى احمد قنديل