الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: يسألونك عن الأندية المصرية !!

يندهش كثير من الأخوه العرب في أي مناسبة رياضية يتم الحديث فيها عن اشتراط دفع القيمة المالية العالية للحصول علي العضوية في كثير من الأندية الرياضية المصرية ، وهي عضوية عاملة تتيح لصاحبها الاشتراك في حضور الجمعية العمومية للنادي، جمعيات عموميات الأندية في مصر هي صاحبة السلطة والولاية لإدارة شؤون النادي ،هي التي تقرر اختيار أعضاء مجلس الإدارة ،وهي التي تقرر عقد عمومية غير عادية إذا ارتأت الضرورة وسحب الثقة والدعوة لانتخاب مجلس إدارة جديد، ويتم عرض القرارات عليها في الاجتماع المفتوح السنوي أمام الجميع والتصويت المباشر العلني ، ولا يوجد سلطان للجهة الإدارية علي الأندية الرياضية المصريةـ من وزارة الشباب والرياضة ، إلا في الإشراف المالي والإداري فقط علي مجريات الأحوال في النادي ، باعتبار أموال الأندية ملكية عامة ، ومن هنا يتم التفتيش المالي والإداري، في حال تواجد مخالفات مالية ، بعد التفتيش من وزارة الشباب والرياضة يتم إعطاء مجلس إدارة النادي شهرا للإزالة وتعديل الأمور، إذا لم يتسن قبول الجهة الادارية لتعديل المخالفات المالية من داخل النادي يتم تحويل مجلس الإدارة للنيابة العامة لتولي التحقيق بحكم قضائي
كنت أشارك في ندوة مفتوحه في الدوحه تحمل عنوان “ الاستثمار في الأندية الرياضية “ وحينما تكلمت عن ارتفاع أثمان الحصول علي عضوية الأندية المصرية ، أبدى الكثير اندهاشه ، يكاد لايصدق ، لأن عضوية الاندية الرياضية في العالم العربي بثمن زهيد جد

الأخوة العرب من صناع القرار والشخصيات الوكبار المسؤولين، وغيرهم ، يكاد لا يصدقون القيمة المالية الكبيرة الكبيرة التي يدفعها المواطن المصري للحصول علي عضوية عاملة في كثير من الأندية الرياضية داخل بلاده، لارتفاع ثمنها بشكل باهظ ،يكاد يعجز الملايين المصريين عن الحصول عليها ،وكيف يتسنى الحصول عليها وهي بالملايين من الجنيهات المصرية ؟بينما يكاد الدخل للمواطن المصري علي حافة الحاجة
** الحصول علي العضوية يتم بدفع مبلغ خيالي في بادئ الأمر مرة واحدة فقط في العمر لخزينة النادي، ومن خلال تزكية اثنين من الأعضاء عند تقديم الطلب لإدارة النادي ،ثم هناك تجديد الاشتراك السنوي الرمزي بقليل من الجنيهات ، والعضوية تمتد إلى الاسرة، وتمتد إلى زوجة الابن في حال زواجه إلى الزوجة ، كما تمتد إلى زوج البنت في حال زواجها أيضا.

وللعلم فإن الحصول علي عضوية الأندية في مصر لايعني أن تدخل المباريات مجانا ، بل يتم تعامل العضو شأنه شأن الجمهور في الدخول للمباريات بالتذكرة .

** يأتي نادي الجزيرة المصري الذي يقع في منطقة الزمالك علي كورنيش النيل ، يأتي على رأس أغلى الأندية المصرية للحصول علي العضوية فيه .وتقدر قيمة العضوية مليون و200 ألف جنيه ولاتوجد فيه عضوية الآن لزيادة الأعضاء “ أكثر من 60 ألف دولار باعتبار الدولار يساوي 16 جنيها مصريا “ ، بينما هناك فرعا لنادي الجزيرة في مدينة 6 أكتوبر ب 400 ألف جنيه “يعادل 20 ألف دولار.

** النادي الأهلي المصري الحصول علي العضوية العاملة فيه يتم دفع 750 ألف جنيه مصري “يعادل 40 ألف دولار ، نادي الزمالك العضوية العاملة فيه 150 ألف جنيه “يعادل 10 آلاف دولار تقريبا “ ، نادي هليوبوليس في مصر الجديدة قيمة العضوية العاملة فيه مليون و300 ألف جنية ،”يعادل 80 ألف دولار “، نادي الشمس فى مصر الجديدة العضوية العاملة فيه 250 ألف جنيه “يعادل 15 ألف دولار “ ،نادي الزهور في مدينة نصر العضوية العاملة فيه وصلت 700 ألف جنيه “يعادل 40 ألف دولار “، نادي الصيد المصري في الدقي العضوية العاملة فيه 800 ألف جنيه، “يعادل 50 ألف دولار “، نادي سموحه في الأسكندرية 500 ألف جنيه مصري ، ونادي المعادي 300 ألف جنيه، “.

** رسوم العضوية في الأندية المصرية فوق طاقة الملايين نظرا لقلة الدخل وتواضع المرتبات والمعاشات. ويري الكثير من المصريين أن هناك أولويات في الحياة من إسكان وتعليم وصحة ومصاريف يومية معيشية أفضل من الحصول علي عضوية الأندية .

** لكن السؤال :لماذا يبحث الكثير من المصريين علي عضويات الأندية الرياضية في مصر وماهي الفائدة التي يحصلون عليها مقابل دفع مئات الأولوف من الجنيهات للأندية,

أقول : هناك من يرى أن الحصول علي العضوية العاملة في الأندية الرياضية المصرية وجاهة اجتماعية، وهناك من يراها متنفسا العائلة تقضي فيها أيام أجازة نهاية الأسبوع بالجلوس في الحديقة والاستماع بجلسة جميلة مع الاصدقاء، وهناك من يراها فرصة لكي يزاول الأبناء الرياضة مجانا في داخلها مثل السباحة والجري وكرة الطاولة وغيرها من الرياضات الخفيفة، وهناك من يراها دعما له في تطلعاته للحصول علي منصب أو تعرف علي كبار الشخصيات، وهناك من يراها فرصة لراحة البال مع نسمات الليل في الصيف بعيدا عن ضحيج القاهرة ، وهناك من يراها فسحة أسبوعية مجانية بالجلوس علي النجيل الأخضر والورود والهواء النظيف ، وهذه الإمتيازات كلها مجانية للأعضاء العاملين ،ويقف علي أبواب الأندية المصرية حراس أشداء غلاظ ، يفعلون ما يؤمرون به من منع أي شخص غير عضو من الدخول ،إبرز بطاقة النادي حتي يتم السماح لك بالدخول، وإلا عدم إبراز العضوية عليك نسألك الرحيلا.