القرار الصعب ..


مرت رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية بكثير من المواقف الصعبة ، التي اقتضت معالجة الأمر بصرامة ، وصلت إلى القسوة أحياناً ، كما حصل في ملف إسقاط عضوية أربعة من خيرة أندية القدس ، وبيت لحم سنة 1978 .
وملخص الأمر أنّ رابطة الأندية الرياضية اتخذت في جلستها رقم 23 للدورة الرياضية الثالثة قراراً حاسماً بإسقاط عضوية أندية الموظفين ، وأرثوذكسي بيت جالا ، وأرثوذكسي بيت ساحور ، وسريان بيت لحم ، ابتداءاً من 24 تشرين ثاني سنة 1978 ، استناداً للمادة 26 / فقرة 2 ، من الباب الثاني ، والتي تقضي بإسقاط عضوية الهيئات ، التي تخالف لوائح ، وأنظمة ، وقرارات الرابطة .
ويومها فصَّلت الرابطة الأمر بكون الأندية ممنوعة من لعب المباريات الرسمية ، وأن الأندية الأخرى ممنوعة من اللعب - ولو ودياً - مع الأندية المعاقبة ، إضافة إلى منع لجنة الحكام من تزويد تلك الأندية بحكام لمبارياتها .
ولكنّ الرابطة تركت يومها الباب موارباً ، وقالت : إنّها ستجتمع مع رئيس كلّ مؤسسة من المؤسسات المعنية على انفراد ، إذا اتخذت الأندية المذكورة قراراً بالعودة للالتزام بلوائح ، وأنظمة ، وقرارات الرابطة ، علماً بأنّ الأندية المذكور كانت امتنعت عن لعب مباريات الدوري التصنيفي ، واشترطت عقد اجتماع طارئ قبل مواصلة الدوري .
ولم يكن من المعقول أن تتراجع الرابطة عن قرارها الحازم ، وقررت لاحقاً إلغاء جميع نتائج الفرق الأربعة في الدوري التصنيفي المثير ، الذي فاز به في المحصلة النهائية نادي سلوان ، متقدماً على جاره هلال القدس .
والحقّ يقال : إنّ قرار الرابطة يومها أثر على مسيرة أربعة من خيرة أندية الضفة الغربية ، التي بدأت مستوياتها تتراجع تدريجاً ، وهي التي كانت تنافس دائما على البطولات ، وخاصة ناديي الموظفين ، وأرثوذكسي بيت جالا ، الذين كانا من فرق النخبة في الدوري الأردني إلى جانب اتحاد نابلس ، وشباب الخليل ، كما أن سريان بيت لحم كان من قوى الكرة العظمى في البلاد قبل نكسة 1967 .