الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : أنا الفارس الذي يعرفه الخيل والسيف والقرطاس والقلم


(. الفروسية قبل أن تكون لعبة من اعرق الرياضات في التاريخ الإنساني ،هي عملية نفسية معنوية وليست وظيفة زمكانية، والفارس مُحارب يحارب في كل الميادين الممكنة، وان لم يعد هناك وجود لميدان الحرب، بقيت ألاف الميادين ليثبت فيها المرء فروسيته
(. واحقاقا للحق هي الرياضة الوحيدة على ظهر البسيطة التي تجمع في انسجام كيانين مختلفين بيولوجيا تمام الاختلاف هما الإنسان و الحصان. وقد ارتبطت بالحروب منذ أن وعى الإنسان دور الخيل فيها. والتاريخ حافل في منطقتنا بحروب قامت بسبب عوامل تتعلق بطبيعة الحياة الصحراوية، المعروفة بقسوة المناخ، وطبيعة الانسان في منطقتنا المتمثلة في حب القبيلة، وحماية الجار، والأخذ بالثأر.؛
(. وهي ك رياضة ليست مقرونة بالأحصنة والرماح، ولا بالأسلحة والطائرات، بل هي شعور في الأفئدة ومنهج يمكن اسقاطه على كل تفاصيل الحياة.
(. فالفروسيّة ليست فقط في حمل السّيف واعتلاء الفرس واقتحام الثغور واعلاء الرايات، هذا جزءٌ من جزءٍ من الفروسية، فالفروسيّة شقّان، شقّ نفسي، ، وشقّ عملي، والعمليّ ينقسم لعدّة أجزاء، من بينها جزء المعارك
(. و من ابرز سمات الشق العملي فيها انها تعلم الفارس الممارس لها قوة الشخصية والحزم والاحترام وحماية الضعيف من القوي، وينصر المظلوم على الظالم، ولا يُحجم عن إزالة المظالم أيًا كان مرتكبها. وهو من يفتح صدره للبائسين، ويمدُّ ذراعيه لخدمة الضعيف، ويتطوّع لمحاربة الشر. ولذلك يعتبر وجوده مكرمة من مكارم قومه، ومفخرة من مفاخرهم، يعتزون به، ويشيدون ببطولته ،
(. ولا يكونُ الفارسُ فارسا حتى يكونَ له أشياءٌ يُقدّسها ومنها فلسفة اللعبة التي تقوم على ضرورة احترام الفوارس بعضهم البعض، بل ويعرفون قدر بعضهم البعض، فللفرسان أخلاق خاصة بعيدة عن البقيّة، ولقد سمعنا حكايات لا تكاد تنتهي،بين الفرسان بما فيهم الأعداء الذين يمدحون بعضهم البعض.
(. و ايضاً لا يكونُ الفارسُ فارساً حتى يكونَ متواضعاً. فالتواضع صفة العظماء في كل عصر ومصر، ولا يظلم الناس، لكونه شجاع مقدام، ذو أخلاق وهمّة، فلا تراه يعامل الآخر بالقوة والحزم التي معه إلا إذا كان خصمه على سعة من التحمل، ولا ينكسر للباطل لكونه صاحب مبادئ، لا يتخلى عنها رغم حياته هي حياة صراع طوال الوقت، لا يتخللها الا شيء يسير من الراحة. صراع مع الذات والباطل، و لا يتوسّل الطرق الملتوية ولا يخون أبدا، وفوق كل هذا لا ينتظر المدح والثناء، من احد لان من ينتظر الثناء إنسان سطحي هو و فارغ يريد ملئ نفسه بآراء الناس.
(. ويتميز حصان لعبة الفروسية بانه قوي وشجاع ومتوازن، وسريع وقادر على التحمل. كما يقدر على المشي لمسافات طويلة، ويتميز بسرعة مدهشة في المسافات القصيرة، إضافة إلى كونه مقاوم للعوامل الفسيولوجية، مثل البؤس والمقاومة للحرمان من المياه، ما جعله يعتبر الأفضل في الصحراء الجافة. ومن صفاته البساطة والتحمل والرشاقة والمهارة
(. الفروسية تجمع بين المهارة والقوة وهي واحدة من الرياضات التي يتسابق فيها الرجال على قدم المساواة في منافسات مشتركة يعود فيها الفوز في النهاية للأكثر براعة.
وتوجد عدة أنواع من الفروسية تمارس عبر العالم بعضها مقنن من قبل الاتحادية الدولية للفروسية مثل السباقات الكاملة والترويض والتحمل والقفز على الحواجز في حين توجد أخرى ذات أبعاد وخصائص محلية.
(. و نشأنا على قصص للفرسان وأخلاقهم منها حقيقيّة، مثل ما ورد على نبيّنا وأصحابه على رأسهم سيدنا عليّ، الذي كان فتى قريش، وأسد الله الغالب، تلمع أعيننا عندَما نقرأ كيف هزمَ أعتى المحاربين في جولاتٍ يسيرة، ونبقى بلا لسان عندما تنصهر هذه الشجاعة مع أخلاقه العالية وورعه وتقاه، وكذلك سيدنا خالد ابن الوليد والكثيرون من بعده..